الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} يحاول المرء جاهدا من هنا وبعد ما يزيد عن الألف وأربعمائة عام أن يستشرف تلك اللحظة القدسية التي شهد فيها الوجود كله ذلك التبليغ العلوي الكريم من الله العلي العظيم إلى رسوله الأمين عن جماعة المؤمنين. ويحاول أن يستشعر شيئا من حال أولئك السعداء الذين يسمعون بآذانهم، أنهم هم، بأشخاصهم وأعيانهم، يقول الله لهم لقد رضيت عنكم. ويحدد المكان الذي كانوا فيه، والهيئة التي كانوا عليها حين استحقوا هذا الرضى {إذ يبايعونك تحت الشجرة} يسمعون هذا من نبيهم الصادق المصدوق، على لسان ربه العظيم الجليل {فعلم ما في قلوبهم. فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}
علم ما في قلوبهم من حمية لدينهم لا لأنفسهم. وعلم ما في قلوبهم من الصدق في بيعتهم. وعلم ما في قلوبهم من كظم لانفعالاتهم تجاه الاستفزاز، وضبط لمشاعرهم ليقفوا خلف كلمة رسول الله طائعين مسلمين صابرين، {فأنزل السكينة عليهم}. تضفي على تلك القلوب الحارة المتحمسة المتأهبة المنفعلة، بردا وسلاما وطمأنينة وارتياحا،
{وأثابهم فتحا قريبا} هو هذا الصلح بظروفه التي جعلت منه فتحا، وجعلته بدء فتوح كثيرة.
المزيد |